الخميس، 8 سبتمبر 2011

التمور كم هي لذيذة

دق الباب بعنف شديد اليوم، ما جعلني أستيقظ مذعورا و مسرعا نحو الباب.  عندما  فتحت الباب رأيت شخصا كان مسرعا نحو عربته و هو يشير إلى  صندقين صغيرين قرب الباب  ممتلئين بالتمر الجديد قائلا إنهما من طرف الخماس أرسلهما إليك (الخماس هو شخص  يشترك مع صاحب الحقل بالخمس من الإنتاج بعمله في هذا الحقل ) ففتحت  أحدهما لأتذوق أول تمرات في العام الجديد  
.كم كانت هذه التمرات لذيذة  و تيقنت من أن إنتاج هذا العام كان جيدا مقارنة مع الماضي
تتميز زاكورة و هي المدينة الأكثر إنتاجا للتمور بالمغرب بتنوع منتوجها من هذه المادة اللذيذة و المفيدة لصحة الإنسان و لكن تعترض الفلاحين عدة مشاكل في تسويق منتوجهم الذي يبيعونه لتجار يبيعونه بهامش ربح كبير في المدن الكبرى  و يبقى الفلاح في دار غفلون و في فقره المدقع طول العام ينتظر العم القادم . 
الأسباب التي تؤدي إلى تخليه بعد حين  عن أرضه و نخيله بأبخس الأثمان ، و جهله بالأثمان الحقيقية لما سهر و تعب من أجله طوال السنة ، كذلك جهله بطرق تنسيق و تسويق تموره بنفسه يجعله يبيع تموره بالثمن الذي يقترحه عليه سماسرة السوق.
نلاحظ كذلك غياب الدولة في هذا المضمار من خلال توفير مصنع لتصنيع هذه المادة لإستخراج مشتقات التمر و البلح من عسل و مربى و معجنات و عصائر. بخلاف  بعض الدول الأخرى التي تقوم الآن بتصدير تمورها نحو أوروبا و الولايات الأمريكية في حين أننا نحن .لدينا أحسن الأنواع و أجودها
 هناك العديد من الأفكار كي ننهض بهذا القطاع و نستغل قدراتنا من أجل تسويق تمورنا بشكل أفضل، لذلك كل من له فكرة أو اقتراح أن يقوم بطرحها لكي نناقشها و نرى إمكانية تنفيذها.