السبت، 19 مايو 2012

زاكورة الحارقة

صباحكم سعيد .
أن تكون من مدينة زاكورة ، يجب أن يتوفر فيك شرط وحيد و هو قدرتك على تحمل الحرارة المفرطة التي  تعتقد فيها نفسك و كأنك تقلى في مقلاة بدون زيت ههه ، و أن تكون زاكوريا قحا ، زعما دوريجين يجب أن تصوم رمضان  الكريم معنا هذا العام في عز الصيف الحارق ، و تمر عليك  هبات النسيم العليل (الشوميني هذا ديال فران الحي )  فسيدنا رمضان هذه السنوات الثلاث الأخيرة  يتحدى و مازال .

العديد من سكان المدينة يهجرونها في هذا الوقت البركاني  لأنهم يذوبون كالزبدة. و تجد البعض و كأن به مرض الشيخوخة المبكرة يتهادى في مشيته و تبدو الحياة رتيبة طوال النهار حتى المساء ، فيخروج الناس من جحورهم مثل الأرانب الليلية يشتكون من حر الجدران
و ضيق التنفس بفعل الحرارة ، إنه الجحيم في صورة مصغرة أيها السادة فلا مفر لك منه إن لم تهرب نحو بومالن أو القلعة الذين يتيمزان بصيف ربيعي.
ويأتي أناس إليها ليدفنوا أنفسهم في رمالها التي تمتص أوساخهم و برودتهم التي صدأت  بفعلها مفاصلهم و احتاجت إلى أنتيغريباج (antigripage) كي تعمل من جديد ،، هههه مصائب قوم عند قوم فوائد  حقا . وكم منهم من أتى على آلة حدباء محمول و رجع وكأنه حصان جفول .
الجميل في الأمر أن بعض الناس يأتون أيضا لكي يتلونوا بلون السمرة ، بغاو يتبرونزاوا، و لا يستطيعون صبرا تحت لسعات المستديرة الصفراء و التي تجدها في كل مكان ...كيفاش مال الظل؟... و الظلال أيضا يا حبيبي تختفي  على الساعة التاسعة صباحا هههه و تقول لك مول المليح باع و راح .
الزاكوري القح هو الذي تراه في الصباح الباكر متجها نحو عمله " الفياق بكري بالدهب مشري " يقضي أغراضه باكرا و يعود ليستريح قرب ثلاجته و مكيفه الطبيعي *العلو* حتى يمسي الليل و دمتم سالمين :)

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    أخي موضوع رائع
    هل يسمح لي بأن أنشره في موقع http://www.zagorapress.com/
    وشكرا
    أنتظر جوابك
    كما يسعدنا أن نستقبل آرائك ومواضيعك حول الساحة الزاكورية

    ردحذف
  2. مرحبا أخي يسعدني أنتباهك للمقال المتواضع نعم يمكنك نشره أينما تريد و لا تبخل علينا بتعليقاتك

    ردحذف