يترقب وجوه الناس من حوله، يراقب حركاتهم و يسترق السمع لحديثهم . يريد أن يعرف أفكارهم ، خيالاتهم و عفويتهم فأكثر ما يتصرف الإنسان بعفوية و هو في الشارع دون أن يدري بنفسه.
يرن هاتفه ،يجيب : أه .. أنت في تكساس الآن .. لقد خرجت منها للتو ..سأعود بعد قليل... و يستمر في سبيله يقذف رجليه نحو الأمام
لكي يتمم حلقته الفارغة . لعلمه بتفاهة الرجوع من أجل الجلوس للوك الناس في لسانه مع بوزبال ذنب البقر.
تلوح من بعيد أجساد بني البشر تتمايل جيئة و ذهابا و يغوص هو في هذا الكم الهائل من الضجيج ، فهذا يقهقه ملء وجنتيه و هنا صبي يبكي لأن أمه لم تشتري له الحلوى وتلك تتغنج في مشيتها و كأنها عارضة أزياء في دار شوفوني للأزياء ، و ذاك يبخر دخان دراجته في الهواء....أشكال و ألوان تزين المشهد و ترغمه على الدهشة و الأستغراب . و يبدأ رأسه في الإنتفاخ و يستسلم قافلا لكي يريح جسده المتهالك لكي يبدأ نفس السيناريو غدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق