الاثنين، 5 ديسمبر 2011

حي بن يقظان

تعتبر قصة حي بن يقظان من أعظم وأهم القصص التي كُتبت في العصور الوسطى ( العصور الذهبية ) فهي تحمل مُلخصاً لسيرة المعرفة الإنسانية حتى القرن الثاني عشر ميلادي بأسلوب أدبي علمي نادر وفريد ، فحي ذلك الطفل الذي تربى على يد ظبيّة في جزيرة من جزر الهند بدأ حياته بمُراقبة الحيوانات وتعلم أصواتها وإكتساب بعض المهارات التي تضمن له البقاء ثم ينتقل إلى علم الطب والتشريح بعد موت أمه ( الظبية ) حيث قام بتشريح جسدها لمعرفة سبب وفاتها فساقه ذلك إلى دراسة وظائف كل عضو من الأعضاء. هذه التجربة يسّرت له الارتقاء أكثر وذلك بأنه عندما اكتشف النار ، قام باكتشاف وجود الروح في جسد الغزالة ( حرارة الجسد قبل الموت وبعده ) وكان كلما اكتشف شيئاً جديداً زاد شوقاً لمعرفة المزيد فأدى به إلى مُراقبة الكواكب والأفلاك مما جعله بارعاً في علم الفيزياء من خلال ملاحظاته فيما يخص الأوزان وحركة الأجسام السماوية ، بعد إكتشافاته ” العظيمة ” في علوم الطب والبيولوجيا والكيمياء والفيزياء ينتقل إلى الفلسفة والميتافيزيقا ( ما وراء المادة ) ليبدئ البحث عن الموجود الواجب الوجود ( الله ) فيبدأ بالسعي إلى ” مُشاهدة ” هذا الخالق والإقتراب منه حيث يبدأ بممارسة طقوسه التأمليه في جزيرته المعزولة ، حتى يلتقي بإسال ( العابد الزاهد ، الذي فر إلى جزيرة حي ) ويبدأ بالتعرف على البشر ويتعلم لغتهم وأطباعهم فينتقل للعيش معهم ، إلا أن ذلك لا يروقه كثيراً ( فقد رأى أن مُعظمهم بمنزلة الحيوان غير الناطق ) ليعود بعد ذلك إلى الجزيرة ليكمل حياته التأملية ، آملاً في المزيد من القرب من الله ، من الموجود الواجب الوجود ، حتى يأتي أمر الله !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق